والمرسلين - صلى الله عليه وسلم - خلعة العصمة التي حفظه الله بها عن أيّ خطأ فيما يبلّغه الرسول عن الله تعالى من الشرائع والأحكام إلى الخلق كافّةً، فكانت عاصماً له - صلى الله عليه وسلم - من أن يكون للشيطان عليه سبيل!
والعصمةُ عن الخطأ فيما يبلّغه الرسول عن الله تعالى ثابتة بإجماع طوائف الأمّة خلفاً عن سلف، لم يعرف في هذا مخالف إلا من أوّل وحرّف وبدّل، وذلك أمره إلى الله، يتولّى جزاءه بما يستحقّ من جزاء!
[المبشرون المستشرقون]
وقد أصدر المبشّرون والمستشرقون ما يُسمَّى (دائرة المعارف الإِسلاميّة) بعدة لغات، لينشروا بواسطتها طعونهم في القرآن الكريم، والسنة النبويّة، ويعدّ هذا في مقدّمة أخطر عمل لهم!
وأصدروا موجزاً لها بنفس تلك اللغات، كما بدأوا في الوقت الحاضر في إصدار طبعة جديدة، ظهرت في أجزاء .. ومصدر هذه الخطورة أن المستشرقين جمعوا كل ما يستطيعون لإصدار هذه الدائرة التي تعتبر مرجعاً لكثير من المسلمين الجاهلين، وغيرهم في دراساتهم، على ما فيها من خلط وتحريف وتعصبّ سافر ضد الإِسلام والمسلمين!
إنهم يفتحون عيونهم لكل الاتجاهات، وهم يقظون لكل حركة قد تفوق سيرهم أو تفسد خططهم .. فإن حاول أحدهم أن يبدو محايداً، أو يتخفّف من أثقال التعصبّ تجد بقية المستشرقين يهبّون في وجهه .. ولا يعرف العقل ولا النطق حدًّا لا يقوم به هؤلاء من تحريف للتاريخ الإِسلامي، وتشويه لمبادئ الإِسلام وثقافته، وتقديم المعلومات الخاطئة عنه وعن أهله!