وتلك حقيقة فطريّة، يعرفها الناس جميعًا .. ولو ألقوا أسماعهم وقلوبهم إليها لكانت كفيلة بمراعاة الأخوّة الإنسانيّة بمالها من حقوق وما عليها من واجبات!
ولو تذكّروا هذه الحقيقة لتضاءلت في حسّهم كل الفروق الطارئة، التي نشأت في حياتهم متأخّرة (١)، ففرّقت بين أبناء النفس الواحدة، ومزّقت وشائج الرحم الواحدة .. وكلها ملابسات طارئة، ما كان يجوز أن تطغى على مودّة الرحم وحقّها في الرّعاية، وصلة النفس وحقّها في المودّة، وصلة الربوبيّة وحقّها في التقوى!
واستقرار هذه الحقيقة كفيل باستبعاد الاستعباد الطبيعي السائد في كثير من الدول، والذي ما تزال الجاهليّة تعتبره قاعدة فلسفتها، ونقطة انطلاقها إلى