للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللون والتفرقة العنصريّة .. تلك التي مازالت تعاني منها المجتمعات التي قطعت مراحل ومراحل من التقدّم المادّيّ، بينما ظلّت في طفولة عقليّة إزاء الألوان والأجناس!

[بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقريش]

وحدّث الرسول - صلى الله عليه وسلم - الناس بما حدث.

فقد روى أحمد وغيره بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"لما كان ليلة أسري بي، وأصبحت بمكّة، فظعت (١) بأمري، وعرفت أن الناس مكذِّبِيّ"!

فقعد معتزلاً حزيناً، قال: فمرّ عدوّ الله أبو جهل، فجاء فجلس عليه، فقال له كالمستهزئ: هل كان من شيء؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم" قال: ما هو؟: "إِنه أُسري بي الليلة" قال: إِلى أين؟ قال: "إِلى بيت المقدس" قال: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ (٢) قال: "نعم" قال:


(١) أي اشتدّ عليّ وتعبت: الفتح الرباني: ٢٠: ٢٦٢، وفي المجمع: ١: ٦٤ (فضعت) قال: وفي زوائد البزار (ففظعت)، وفي النهاية (فظعت بأمري)، وفي إيراده بالضاد نظر!
(٢) بفتح النون، قال ابن فارس: ولا تكسر، وقال جماعة: الألف والنون زائدتان للتأكيد، وبين ظهرانيهم وبين أظهرهم كلها بمعنى بينهم، وفائدة إدخاله في الكلام أن إقامته بينهم على سبيل الاستظهار والاستناد إليهم، وكأن المعنى أن ظهراً منهم قدامه وظهراً وراءه، فكأنه مكنوف من جانبيه، هذا أصله، ثم كثر حتى استعمل في الإقامة بين القوم، وإن كان غير مكنوف بينهم: الفتح الرباني: ٢٠: ٢٦٣، وانظر: أحمد: ٥: ٢٩، هامش الرسالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>