حقًّا، إننا أمّة تملك إنقاذ البشريّة من ويلات الجاهليّة وحربها المشبوبة في شتّى الصور والألوان .. ولكننا لا نملك ذلك قبل أن ننقذ أنفسنا مما نحن فيه، وقبل أن نفيء إلى ظلال الأمن والسلام!
السلام الذي لا تجده البشريّة -ولم تجده يوماً- إلاّ في هذا (الدّين القيّم)، وفي منهجه ونظامه وشريعته ومجتمعه الذي يقوم على عقيدته وشريعته!
وإن محنة الساعة التي تواجهنا، والتي سلبتنا مقدّساتنا، يجب أن نقول فيها كلمة حق، لا رياء فيها ولا زيف، ولا مداراة ولا حيف!
وإذا أهملنا قضية (الدّين القيّم) بالمعنى الحقيقي ضاع الإنسان، وضاعت القيم، وضاع الأمن والسلام!
[حقوق الإنسان]
وإن أوروبا عاشت في غفلتها وتأخرّها، وغفوتها وتخلفها، خلال القرون الوسطى في جوّ من التفكك الفكري والاجتماعي، يختلف تماماً عما كان عليه العالم الإِسلاميّ من حضارة زاهرة، حتى فتحت أعينها على روائع الحضارة الإِسلاميّة، وبدأت تحطم القيود والأغلال .. إلى أن كانت نهضتها الحديثة!
في الوقت الذي ظهر فيه التخلّف والتفكّك في المجتمع الإِسلامي، والتخلّي عن حمل لواء الحضارة، والأمن والسلام، حتى كان ما كان من بسط النفوذ الاستعماري على مقدّراتنا، كما يشهد الواقع!
وقد شهدت أوروبا في العصر الحديث حركات متعدّدة تتوخّى معالجة التخلّف، كما تتوخى مسح جراح الجماهير!