للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرج أبو نعيم، والبيهقي، كلاهما في الدلائل عن ابن عمر قال: "لما قرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - على عتبة بن ربيعة: {حم (١) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٢)} أتى أصحابه فقال: يا قوم أطيعوني في هذا اليوم واعصوني بعده، فوالله لقد سمعت من هذا الرجل كلاماً ما سمعت أذني قط كلاماً مثله، وما دريت ما أردّ عليه! (١)

وهكذا تعددت الروايات!

١٦ - عقليَّة بليدة:

ونبصر في عرض عتبة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أربعة أمور) أيها شاء أعطيه، في سبيل أن يكف عنهم، ويتوقف عن عيب آلهتهم وتسفيه أحلامهم، وتضليل آبائهم: (٢)

أولها: إن كان محمَّد - صلى الله عليه وسلم - يريد بما جاء به من دعوته إلى توحيد الله، وخلع الأنداد، وترك عبادة الأصنام، مالاً جمعوا له من المال حتى يكون أكثر قريش مالاً وثراءً!

ثانياً: إن كان محمَّد - صلى الله عليه وسلم - يريد بما جاء به من رسالته شرفاً ولّوه عليهم وبايعوه سيداً لهم، فلا يقطعون أمراً من أمورهم دون أن يكون محمَّد - صلى الله عليه وسلم - شاهده وصاحب الكلمة العليا فيه!


= ١٨٤، ١٨٥، والبيهقي: "الدلائل": ٢: ٢٠٤، ٢٠٥، وقال الهيثمي: المجمع: ٦: ٢٣ فيه الأجلح الكندي، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات!
(١) السابق، نقلاً عن أبي نعيم: الدلائل: ١٨٧، ١٨٨، والبيهقي: "الدلائل": ٢: ٢٠٥، ٢٠٦.
(٢) محمَّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ٢: ١٩٥ وما بعدها بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>