للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العاجزين والمحرومين .. ثم ليزيد في ثروة أمّته وقوّتها .. وأخيراً ليزيد في ثروة الأرض وازدهارها كلها، تحقيقاً لحكمة الله الذي استخلف الإنسان على الأرض واستعمره فيها!

تلك هي النيّة الفاضلة الكاملة التي ترفع صاحبها إلى أعلى عليّين:

{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٤٨)} [البقرة: ١٤٨]!

يروي الشيخان وغيرهما عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِنما الأعمال بالنيات، وإِنما لكل امرئ ما نوى ... " الحديث (١)!

[آداب الكسب]

هذا، وقد جاءت هداية القرآن الكريم تجنبنا سبل السحت أي الآثم، وتقود خطانا في سبيل الرزق الحلال السائغ، وما إن وضعنا قدمنا على حافة هذا المنهل المورود، وتطلعنا إلى ما فيه من رزق طيّب، حتى أخذت تناوشنا النوازع والدوافع المختلفة، وتراودنا الأهداف والمقاصد المتنوّعة!

وإذا الهداية القرآنيّة تبرز أمامنا مرة أخرى، لتقود خطوات قلوبنا، كما


(١) البخاري: ١ - بدء الوحي (١)، وانظر (٥٤، ٢٥٢٩ , ٣٨٩٨، ٥٠٧٠، ٦٦٨٩، ٦٩٥٣)، ومسلم (١٩٠٧)، والطيالسي (٤٨، ٤٨٨)، وعبد الرزاق (٩٥٦٧)، وسعيد بن منصور (٢٥٤٣)، وأحمد: ٤: ٣٩٢، ٤٠١، ٤٠٥، ٤١٧، وعبد بن حميد (٥٥٣)، وأبو داود (٢٥١٧، ٢٥١٨)، والترمذي (١٦٤٧)، وابن ماجه (٢٧٨٣)، والنسائي: ٦: ٢٣، والطحاوي: شرح المشكل (٥١٠٦)، والبيهقي: ٩: ١٦٧، ١٦٨، وأبو نعيم: الحلية: ٧: ١٢٨، والبغوي (٢٦٢٦)، وابن حبان (٤٦٣٦)، وانظر كتابنا: أضواء على حديث "إنما الأعمال بالنيات".

<<  <  ج: ص:  >  >>