للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا عليكم إذن إن ضللت، فإنما أضلّ على نفسي، وإن كنت مهتديًا فإن الله هو الذي هداني بوحيه؛ لا أملك لنفسي منه شيئًا إلا بإذنه، وأنا تحت مشيئته أسير فضله!

{إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ}!

ونعود إلى قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (٤٦)}!

نعود لنبصر أنهم أعرف الناس بالرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأنه لم يفارقهم ولم يفارقوه، بل صحبهم وصحبوه، ولازمهم ولازموه، فهل عرفوا عنه طول حياته بينهم شيئًا يخدش إدراكاته العقليّة، وإحساساته ومشاعره الإنسانيّة؟!

لقد صدق الله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (٣٣)} [الأنعام: ٣٣]!

[٦ - إيمان النبي - صلى الله عليه وسلم -]

وتلقّي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الله -جلَّ شأنه- برسالته، وتقديره لعظمتها، وعرفانه بأثقال أعبائها هو الأساس الذي يقوم على دعائمه بناء رسالته الخالدة .. وهو القوّة التي أمدّ الله تعالى بها خاتم النبيّين - صلى الله عليه وسلم - منذ ميلاد رسالته، في أول لقاء يقظي لجبريل أمين الوحي في غار حراء .. ومن ثم حملها مؤمنًا بها أشدّ وأقوى ما يكون إيمان، مغتبطًا بفضلها أعظم ما يكون اغتباط، وقام بأعبائها صبورًا شكورًا، صفوحًا كريمًا، وفيًا بعهدها وما يجب لها، دؤوبًا على تبليغها ونشر هدايتها!

<<  <  ج: ص:  >  >>