للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكل الغيب إلى طاقة أخرى غير طاقة العقل، وأن يتلقى العلم في شأنه من العلم الخبير الذي يحيط بالظاهر والباطن، والغيب والشهادة!

وهذا الاحترام لمنطق العقل في هذا الشأن هو الذي يتحلّى به المؤمنون، وهو الصفة الأولى من صفات المتقين!

٧ - السيرة المحمديّة تحت ضوء العلم والفلسفة:

ومع أن الإيمان بالغيب هو مفرق الطريق في ارتقاء الإنسان عن عالم البهيميّة، فإن جماعة الماديين في هذا الزمان كجماعة الماديّين في كل زمان ومكان، وعصر ومصر، وجيل وقبيل، يريدون أن يعودوا بالإنسان القهقرى، إلى عالم البهيميّة الذي لا وجود فيه لغير المحسوس! ويسمون هذا (تقدميّة)!

وهو النكسة التي وقى الله المؤمنين إيّاها، فجعل صفتهم الأولى المميّزة صفة: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}!

والحمد لله على نعمائه، والنكسة للمنتكسين والمرتكسين!

ومن ثم بدأت تظهر كتابات في السيرة النبويّة، يستبعد أصحابها كل ما يدخل في باب المعجزات والخوارق -وهو من المصادر عند المسلمين-كما أسلفنا- وأخذوا يرجون للرسول - صلى الله عليه وسلم - صفة العبقرية والعظمة والبطولة وما شاكلها!

وانطلق (محمد فريد وجدي) ينشر سلسلة مقالاته في مجلة (نور الإسلام) في مصر تحت عنوان: (السيرة المحمديّة تحت ضوء العلم والفلسفة)، داعياً إلى فهم الإسلام والسيرة النبويّة عن هذا الطريق .. طريق ألا يستسلم العقل للغيبيات ولا للخوارق والمعجزات!

<<  <  ج: ص:  >  >>