ويهدي للتي هي أقوم في عالم العبادة بالموازنة بين التكاليف والطاقة، فلا تشقّ التكاليف على النفس حتى تملّ وتيأس من الوفاء، ولا تسهل وتترخّص حتى تشيع في النفس الرخاوة والاستهتار، ولا تتجاوز القصد والاعتدال، وحدود الاحتمال!
ويهدي للتي هي أقوم في علاقات الناس بعضهم ببعض: أفراداً وأزواجاً، وحكومات وشعوباً، ودولأَ وأجناساً، ويقيم هذه العلاقات على الأسس الوطيدة الثابتة التي لا تتأثّر بالرأي والهوى، ولا تميل مع المودّة والشنآن، ولا تصرفها المصالح والأغراض .. الأسس التي أقامها العلم الخبير لخلقه، وهو أعلم بمن خلق، وأعرف بما يصلح لهم في كل أرض وفي كل جيل، فيهديهم للتي هي أقوم في نظام الحكم، ونظام المال، ونظام الاجتماع، ونظام التعامل الدّولي اللائق بعالم الإنسان!
ويهدي للتي أقوم في تبنّي الرسالات السماوية جميعها، والربط بينها كلها، وتعظيم مقدّساتها، وصيانة حرماتها، بجميع عقائدها السماويّة في سلام ووئام!
وصيّة أخويّة:
وأوصي الدعاة إلى الله تعالى بأن يحفظوا القرآن في صدورهم ويتفقّهوا في معانيه، وأن يكونوا قرآناً حيًّا متحرّكاً في حياتهم!
قال الشاعر وليد الأعظمي (١):
(١) شعراء الدعوة الإسلاميّة في العصر الحديث: ٥: ٧.