للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معطوف على الضمير في (قال)، ومعلوم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الذي سأل ربّه التخفيف، وعليه يتعيّن ما قاله ابن حجر، وينتفي الإشكال!

الشبهة العاشرة وردّها:

وجاء في شريك: (ارجع إلى ربّك فليخفّف ..) بعد قوله تعالى: (إنه لا يبدلّ القول لديّ ..).

قال ابن حجر: (١) أنكر ذلك الداودي فيما نقله ابن التين فقال:

الرجوع الأخير ليس بثابت، والذي في الروايات أنه قال:

"استحييت من ربّي فنودي أمضيت فريضتي، وخفّفت عن عبادي".

وقوله هنا: (فقال موسى: ارجع إلى ربك) قال الداودي: كذا وقع في هذه الرواية أن موسى قال له: ارجع إلى ربّك بعد أن قال: (لا يبدّل القول لديّ) ولا يثبت، لتواطؤ الروايات على خلافه، وما كان موسى ليأمره بالرجوع بعد أن يقول الله تعالى له ذلك!

قلت: سبق في رواية ابن شهاب عن أنس عن أبي ذر "لا يبدّل القول لديّ، فرجعت إلى موسى فقال: راجع ربك، فقلت: استحييت من ربّي .. ".

وبهذا يتبيّن أن قول الداودي: (ولا يثبت لتواطؤ الروايات على خلافه) قد ثبت في هذه الرواية ما يردّه!


(١) السابق: ٤٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>