للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خفق واضطرب اضطراباً شديداً، والفؤاد: هو القلب، وقيل: إنه عين القلب، وقيل: باطن القلب، وقيل: غشاء القلب، وسمي القلب قلباً لتقلبه (١)!

وقال القسطلاني: فؤاده: قلبه أو باطنه أو غشاؤه، لما فجأه من الأمر المخالف للعادة والمألوف، فنفر طبعه البشري وهاله ذلك، ولم يتمكن من التأمل في تلك الحالة؛ لأن النبوة لا تزيل طباع البشريّة كلها (٢)!

وفي رواية (ترجف بَوادره) (٣) -بفتح الباء الموحدة وكسر الدال بعدها راء مهملة-: جمع بادرة، وهي اللحمة بين المنكب والعنق، تضطرب عند فزع الإنسان، قاله أبو عبيد وسائر أهل اللغة والغريب!

قال العراقي (٤): ولا تنافي بين الروايتين، فكأن الرجفان في البوادر والفؤاد، ولعل رجفان الفؤاد ملازم لرجفان البوادر!

قال النووي: وعلم خديجة برجفان فؤاده، والظاهر أنها رأته حقيقة، ويجوز أنها لم تره وعلمته بقرائن وصور الحال!

١٤ - " زمِّلوني زمِّلوني":

التزميل: التلفيف، والتزمل: الاشتمال والتلفف، ومنه التدثر، ويقال لكل ما يلقى على الثوب الذي يلي الجسد دثار، وأصل المزمّل والمدّثر المتزمّل


(١) عمدة القاري: ١: ٥٠.
(٢) إرشاد الساري: ١: ٦٤.
(٣) البخاري (٤٩٥٣)، ومسلم (١٦٠).
(٤) طرح التثريب: ٤: ١٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>