للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الألباني (١): إن لهذه الزيادة علتين:

الأولى: تفرد معمر بها دون يونس وعقيل، فهي شاذة!

والأخرى: أنها مرسلة معضلة، فإن القائل (فيما بلغنا) إنما هو الزهري، كما هو ظاهر من السياق، وبذلك جزم الحافظ في الفتح، وقال: وهو من بلاغات الزهري وليس موصولاً!

وقال: وهذه الزيادة لم تأت من طريق موصولة يحتج بها!

وإذا عرفت عدم ثبوت هذه الزيادة فلنا الحق أن نقول: إنها زيادة منكرة، من حيث المعنى؛ لأنه لا يليق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - المعصوم أن يحاول قتل نفسه بالتردي من الجبل مهما كان الدافع على ذلك، وهو القائل: "من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم، يتردى فيها خالداً مخلداً فيها أبداً .. " الحديث، رواه الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه (٢)!

[٤٤ - رد قول الحافظ الإسماعيلي]

ومع ذلك، قال ابن حجر: قال الإسماعيلي (٣): موه بعض الطاعنين على المحدّثين فقال: كيف يجوز للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن يرتاب في نبوته، حتى يرجع إلى ورقة، ويشكو لخديجة ما يخشاه، وحتى يوفي بذروة جبل ليلقي منها نفسه، على ما جاء في رواية معمر؟!


(١) دفاع عن الحديث النبوي والسيرة: ٤١ - ٤٢.
(٢) البخاري: ٧٦ - الطب (٥٧٧٨)، ومسلم (١٠٩)، وأبو داود (٣٨٧٢)، وصحيح أبي داود (٣٢٨٠)، والترمذي (٢٠٤٤، ٢٠٤٥)، وصحيح الترمذي (١٦٦٥ - ٢١٣٢)، والنسائي: ٤: ٦٦، ٦٧، وصحيح النسائي (١٨٥٦).
(٣) فتح الباري: ١٢: ٣٦٠ - ٣٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>