تحطيم الطبقات كلها، لتسويد طبقة واحدة، ناسية أو متناسية النفس الواحدة التي انبثق منها الجميع، والرّبوبيّة الواحدة التي يرجع إليها الجميع!
وكفيل بأن يقرّر للمرأة كرامتها؛ لأنها من النفس الواحدة فطرةً وطبعًا، خلقها الله عزّ وجلّ لتكون لها زوجًا، وليبثّ منهما رجالًا كثيرًا ونساءً!
ولقد خبطت البشريّة في هذا التّيه طويلًا، حين جرّدت المرأة من كل خصائص الإنسانيّة وحقوقها .. تحت تأثير تصوّر سخيف لا أصل له، فلما أن أرادت معاني هذا الخطأ الشنيع اشتطت وأطلقت للمرأة العنان، ونسيت أنها إنسان خلقت لإنسان، ونفس خلقت لنفس، وشطر مكمل لشطر، وأنهما ليسا فردين متماثلين، إنهما زوجان متكاملان!
الأسرة قاعدة الحياة البشريّة:
وكفيل بأن يقرّر أن الأسرة قاعدة الحياة البشريّة .. ولو شاء الله لخلق -في أوّل النشأة- رجالًا كثيرًا ونساء، وزوّجهم، فكانوا أسرًا شتى من أوّل الطريق، لا رحم بينها من مبدأ الأمر، ولا رابطة تربطها إلا صدورها عن إرادة الخالق جلّ شأنه، وهي الوشيجة الأولى، ولكنه عَزَّ وَجَلَّ شاء لأمر يعلمه ولحكمة يريدها أن يضاعف الوشائج، فيبدأ بها من وشيجة الرّبوبيّة -وهي أصل وأوّل الوشائج- ثم يثني بوشيجة الرحم، فتقوم الأسرة الأولى من ذكر وأنثى، من نفس واحدة، وطبيعة واحدة، وفطرة واحدة!
ومن هذه الأسرة الواحدة يبثّ رجالًا ونساءً، كلهم يرجعون ابتداء إلى وشيجة الرّبوبيّة، ثم يرجعون بعدها إلى وشيجة الأسرة، التي يقوم عليها نظام المجتمع الإنساني!