في خلقه، وسلطان قدرته عليهم، إلى ما جرت به العادة، وتعارفه الناس، فقد فظع بهم أن يؤمنوا بهذا، كما آمن المؤمنون بجلال الله، وواسع قدرته، ومحكم إرادته، وعظيم سلطانه، وأبوا إلا تحريف كلام الله عن مواضعه، وتأويل آياته الصريحة الصادقة، والتمسوا في الأمور الاعتيادية ملجأ للتأويل!
والطير في لغة العرب عامة معروف المعنى، والحجارة كذلك معروفة المعنى، والقرآن إذ عبّر بهما أراد إلى هذا المعنى المكشوف البين المتبادر إلى فهم السامع!
وإذا كان وزر المتزيّدين في الروايات أنهم تزيدوا وأغرقوا، وقبلوا كل تافه وغثاء، فوزر المتأولين أنهم أجحفوا، وتنقصوا وظلموا الحقيقة، وردوا ظاهر القرآن لغير ضرورة ملجئة!
وإذا جاء التأويل في شيء من موضوعات القرآن الكريم، وصرف ألفاظه عن معانيها الظاهرة المتبادرة، لاعتياصها على بعض الأفهام، فالقصص القرآني أبعد ما يكون عن ذلك؛ لأن ألفاظ هذا القصص من الوضوح والبيان بمكان رفيع؛ لأن المقصود الأول من القصص في القرآن هو العظة والعبرة والتأسي، وذلك لا يتحقق إلا بألفاظ بيّنة المعاني، واضحة الدلالة على مقصودها!
[٣ - رواج قصة الحصبة والجدري وردها]
وثالث ما يطالعنا: رواج قصة الحصبة والجدري، فقد روى الطبري عن عكرمة قال: كانت ترميهم بحجارة معها، قال: فإذا أصاب أحدهم خرج به الجدري، قال: كان أول يوم رُؤي فيه الجدري، قال: لم يُر قبل ذلك