للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليوم ولا بعده! وروى -أيضاً- عن يعقوب في عتبة بن المغيرة بن الأخنس: أنه حدّث، أن أول ما رُؤيت الحصبة والجدري بأرض العرب ذلك العام (١)!

وقد قال بعض الكتّاب:

إنهم أصيبوا بالجدري قَرَّحَ أجسامهم، ولعل جرثومة ذلك الداء الوبيل كانت من الأحجار التي رمتها الطيور التي جاءتهم وباء وبلاء وإهلاكاً، وقد كادوا من الشر كيدهم، ودبروا بالفساد أمرهم!

قال الشيخ أبو زهرة - رحمه الله -:

وليس عندي ما يمنع أن يكونوا قد أصيبوا بالجدري بما رماهم الله تعالى به .. إذا قلنا إن الحجارة كانت تحمل معها جرثومة هذه الأمراض الفتاكة، ولكن ما لا يقبل هو القول بأن الطير هي جراثيم ذلك المرض؛ لأن هذا يكون مخالفاً لنص الآية الكريمة الذي يفيد أن الطير رمتهم بحجارة قوية شديدة (٢)!

وقال الشيخ محمد عبده - رحمه الله - (٣):

وفي اليوم الثاني فشا في جند الجيش داء الجدري والحصبة .. وذكر الروايتين السابقتين عن عكرمة ويعقوب .. وقال: وقد فعل الوباء بأجسامهم ما يندر وقوع مثله، فكان لحمهم يتناثر ويتساقط، فذُعر الجيش وصاحبه، وولوا هاربين، وأصيب قائد الجيش، ولم يزل يسقط لحمه قطعة قطعة، وأنملة أنملة، حتى انصدع صدره، ومات في صنعاء!


(١) تفسير الطبري: ٣٠: ٢٩٨، ٣٠٣، وانظر: تفسير القرطبي: ٢٠: ١٩٨.
(٢) خاتم النبيين: ١: ١٣٣ بتصرف.
(٣) تفسير جزء عم: سورة الفيل، بتصرف، وانظر كتابنا: السنة بين أنصارها وخصومها: ١: ٤١١ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>