للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الخطابي (١): العوام يخطئون في حراء في ثلاثة مواضع: يفتحون الحاء وهي مكسورة، ويكسرون الراء وهي مفتوحة، ويقصرون الألف وهي ممدودة!

وقال التيمي: العامة لحنت في ثلاثة مواضع: فتح الحاء، وقصر الألف، وترك صرفه، وهو مصروف في الاختيار؛ لأنه اسم جبل!

وقال الكرماني (٢): إذا جمعنا بين كلاميهما يلزم اللحن في أربعة مواضع، وهو من الغرائب؛ إذ بعدد كل حرف لحن، ولقائل أن يقول: كسر الراء ليس بلحن؛ لأنه بطريق الإمالة!

وهو جبل (٣) بينه وبين مكة نحو ثلاثة أميال، على يسار الذاهب إلى (مِنى)!

وقد ذكر القسطلاني في المواهب ناقلاً عن ابن أبي جمرة (٤) حكمة اختصاص تحبيب الله تعالى إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - الخلاء في غار حراء دون غيره من الأماكن التي تصلح للخلوة، وهي كثيرة في جبال مكة ووديانها، ما يأتي بتصرف للبيان (٥)!

أولاً: إن غار حراء منزوٍ في انعطاف وميل عن طرق مرور الناس عليه، وهذا الوضع يزيد في تمكن المختلي فيه من البُعد عن الناس، وضوضاء الحياة، ويساعد على عدم مخالطتهم والتفرغ للتعبّد، وهي أمور كان يقصد إليها النبي - صلى الله عليه وسلم - في خلائه وتعبّده بالتفكّر في مصنوعات الله وبدائع ملكوته!


(١) انظر: طرح التثريب: ٤: ١٨٥، والكواكب الدراري: ١: ٣٢.
(٢) الكواكب الدراري: ١: ٣٢.
(٣) المراجع السابقة، وشرح الزرقاني: ١: ٢١٠.
(٤) انظر: بهجة النفوس: ١: ٩ وما بعدها.
(٥) شرح الزرقاني: ١: ٢٢٢ وما بعدها، ومحمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ١: ٤٧٠ - ٤٧٢ بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>