للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بطلان الأسطورة سنداً ومتناً:

يطالعنا في المقدمة بطلان هذه القصة المزعومة سنداً ومتناً .. وسبق أن ذكرت ذلك بالتفصيل في كتاب (السنة بين أنصارها وخصومها) (١).

والخلاصة أن بعض الناس يزعم أن سبب رجوع المهاجرين من الحبشة كان لوقوع هدنة حقيقيّة بين الإِسلام والوثنيّة، أساسها أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - تقرّب إلى المشركين بمدح أصنامهم، والاعتراف بمنزلتها؛ إذ زعموا أنه قرأ على المشركين سورة (النجم) حتى وصل قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (٢٠)} (النجم)!

ألقى الشيطان في آذن المشركين قوله: (تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهم لترتجى)! فسجد وسجد كفار مكّة، فلمّا بلغهم ذلك في الحبشة ظنوا أن القوم قد أسلموا لهذه القصة المزعومة!

وممن روى هذه القصة المزعومة ابن سعد، والطبري، والبيهقي. (٢)

ولم يروها أحد من أصحاب الكتب الستة والإمام أحمد، ولا غيرهم من أصحاب الكتب المعتمدة على التحرير!

قال ابن كثير: (٣) وقد ذكر كثير من المفسرين هاهنا قصة الغرانيق،


(١) السنة بين أنصارها وخصومها للمؤلف: ٢: ٦٢٢ وما بعدها، رسالة دكتوراة عام ١٩٧٦، تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بطبعها على نفقة جامعة الأزهر وتداولها مع الجامعات.
(٢) الطبقات: ١: ٢٠٥ - ٢٠٦ من طريق الواقدي، والطبري: التفسير: ١٧: ١٣١ - ١٣٢، وفي إسناده أبو معشر، والبيهقي: الدلائل: ٢: ٢٨٥ - ٢٨٧ بسند ضعيف.
(٣) التفسير: ٣: ٢٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>