للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في كتابه (تاريخ الشعوب الإِسلاميّة) (١)، والمستشرق (الفريد جيوم) في كتابه (الإِسلام) (٢) حيث صرّحا بأن اعتمادهما على ما جاء في كتب التفسير .. وحيث ذكرا تلك المزاعم الإسرائيلية المزعومة لإثبات زعمهما!

يقول الدكتور هيكل: (٣) الحجج التي يسوقها من يقولون بصحّة حديث الغرانيق، هي حجج واهية، لا تقوم أمام التمحيص، ونبدأ بدفع حجة المستشرق (موير) فالمسلمون الذين عادوا من الحبشة إنما دفعهم إلى العود إلى (مكة) سببان:

السبب الأول: أن عمر بن الخطاب أسلم بعد هجرتهم بقليل، وقد دخل عمر - رضي الله عنه - في دين الله بالحميّة التي كان يحاربه من قبل بها، لم يُخف إسلامه ولم يستتر، بل ذهب يعلنه على رؤوس الملأ ويقاتلهم في سبيله، ولم يرض عن استخفاء المسلمين وتسلّلهم إلى شعاب مكّة، يقيمون الصلاة بعيدين عن قريش، بل دأب على نضال قريش حتى صلّى عند الكعبة، وصلّى المسلمون معه، هنالك أيقنت قريش أن ما تنال به محمداً وأصحابه من الأذى يوشك أن يثير حرباً أهليّة، لا يعرف أحد مداها، ولا على من تدور دائرتها، فقد أسلم من مختلف قبائل قريش وبيوتاتها رجال تثور لقتل أيّ واحد منهم قبيلته، وأن كانت على غير دينه؛ فلا مفرّ إذن من الالتجاء في محاربته إلى وسيلة لا يترتّب عليها هذا الخطر!

وإلى أن تتّفق قريش على هذه الوسيلة فقد هادنت المسلمين فلم تنل أحداً


(١) انظر: تاريخ الشعوب الإِسلامية، للمستشرق (بروكلمان): ٣٧ وما بعدها، وأيضاً: السابق: ٦٢٠ وما بعدها.
(٢) انظر: الإِسلام، للمستشرق (الفريد جيوم): ٣٥ - ٣٦.
(٣) حياة محمد: ١٦٢ وما بعدها، ط الثالثة عشرة، النهضة المصرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>