للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتقع الجزيرة بين قوتين متنافستين:

قوة المسيحيّة وقوة المجوسيّة!

قوة الغرب وقوة الشرق!

وقد ظلت رغم ذلك كله محتفظة بحريتها وشخصيتها، ولم تخضع لإحدى الدولتين، إلا في بعض أطرافها، وفي قليل من قبائلها، وكانت في خير موقع لتكون مركزاً لدعوة إنسانيّة عالميّة، تقوم على الصعيد العالمي، وتتحدث عن مستوى عال، بعيدة عن كل نفوذ سياسي وأجنبي (١)!

[٧ - حرم الإسلام]

وسابع ما يطالعنا من خصائص الجزيرة: أنها الأرض المباركة، التي قدّر الله عَزَّ وَجَلَّ أن تكون حرم الإسلام، ومعلمه الأول، وداره الأولى، وأن الشيطان قد يئس أن يعبده المسلمون فيها، يروي مسلم وغيره عن جابر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم" (٢)!

وهي وقف في الإسلام على أهل الإسلام، يروي مسلم وغيره عن عمر ابن الحطاب، أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لأخرجن اليهود والنصارى من


(١) السيرة النبويّة: الندوي: ٥٩ - ٦٠ بتصرف.
(٢) مسلم: ٥٠ - صفات المنافقين (٢٨١٢)، وأحمد: ٣: ٣١٣، ٣٣٤، ٣٦٦، والترمذي (١٩٣٧)، وأبو يعلى (٢٠٩٥، ٢١٥٤، ٢٢٩٤)، والبيهقي: الدلائل: ٦: ٣٦٣، والبغوي (٣٥٢٥)، والفسوي: المعرفة: ٢: ٣٣٢، وابن أبي عاصم: السنة (٨)، والطبراني: مسند الشاميين (١٠١٥)، وابن حبان (٥٩٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>