للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن هذه الدعوة هي التي انتصرت في النهاية، في وجه هذا العناد الجامح الشموس!

ويعقب السياق على هذا العناد، وعلى هذا الدعاء، بأنهم مع استحقاقهم لإمطار الحجارة عليهم من السماء، وللعذاب الأليم الذي طلبوه.

إن كان هذا هو الحق من عند الله؛ لأنه للحق .. ومع هذا فإن الله تبارك وتعالى قد أمسك عنهم عذاب الاستئصال الذي أخذ به المكذّبين قبلهم؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم، ولا يزال يدعوهم إلى الهدى، والله لا يعذّبهم عذاب الاستئصال والرسول - صلى الله عليه وسلم - فيهم .. كما أنه لا يعذّبهم هذا العذاب على معاصيهم إذا كانوا يستغفرون منها .. وليس تأخير العذاب عنهم لمجرّد أنهم أهل هذا البيت، فليسوا بأولياء هذا البيت، إنما أولياؤه المتّقون: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (٣٣) وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٣٤)}!

[٥ - التطاول على القرآن ومنزله ومن جاء به]

ويروي الشيخان وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى (١): {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}!


(١) البخاري: ٦٥ التفسير (٤٧٢٢)، وانظر (٧٤٩٠، ٧٥٢٥، ٧٥٤٧)، ومسلم (١٤٥)، وأحمد: ١: ٢٣، ٢١٥، والترمذي (٣١٤٥، ٣١٤٦)، والنسائي: ٢: ١٧٧، ١٧٨، والكبرى (٩٩٣، ٩٩٤)، وأبو عوانة: ٢: ١٢٣، والطبري: التفسير: ١٥: ١٨٤، ١٨٥، ١٨٦، وابن خزيمة (١٥٨٧)، والبيهقي: ٢: ١٨٤، ١٨٥، والأسماء والصفات: ١: ٤٠١، والبغوي: التفسير: ٣: ١٤٢، والطبراني (١٢٤٥٤)، وابن حبان (١٧٩٦، ٦٥٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>