للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ليلة القدر يكتنفها السلام]

والليلة المباركة التي أنزل الله عزّ وجلّ فيها القرآن الكريم ليلة يكتنفها السلام من أولها إلى آخرها:

{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (٥)} [سورة القدر]!

إنها ليلة عظيمة باختيار الله لها لبدء تنزيل القرآن، (١) وإفاضة النور على الوجود كله، وإسباغ السلام الذي فاض على الضمير البشري والحياة الإنسانيّة، وبما تضمنّه هذا القرآن من عقيدة وتصوّر وشريعة وآداب تشيع السلام في الأرض والضمير، وتنزيل الملائكة وجبريل خاصة بإذن ربّهم .. وانتشارهم فيما بين السماء والأرض!

وحين ننظر اليوم من وراء الأجيال المتطاولة إلى تلك الليلة المباركة السعيدة، ونتصوّر ذلك الموكب العجيب الذي شهدته الأرض في هذه الليلة، ونتدبّر حقيقة الأمر الذي تمّ فيها، ونتملّى آثاره المتطاولة في مراحل الزمان، وفي واقع الأرض، وفي تصوّرات القلوب والعقول .. نرى أمرًا عظيمًا حقًا، وندرك طرفًا من الإشارة إلى تلك الليلة، ونحن نقرأ: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}!

{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (٣) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٥) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦)} [الدخان]!


(١) في ظلال القرآن: ٦: ٣٩٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>