وهم يعلمون أن العقل والعلم عجزا عن تفسير كثير من الحقائق الكونيّة، وهما دائبان على البحث وراءهما، عساهما يصلان إلى شيء مما عجزا عنه!
وحسب الباحثين أن يقفوا مع العقل والعلم في أوج توثّباتهما الفكريّة والتجريبيّة، ليعلموا -إن كان هناك وسيلة للعلم- ما شأن الحياة بأعم معانيها في الكون؟
وماذا بلغ العقل والعلم من الكشف عن حقيقتها، ما هي؟ وما كنهها؟ والحياة بها كل شيء في الوجود، أو هي كل شيء، فإذا كان العقل والعلم لم يصلا إلى معرفة حقيقتها في عمومها، ولم يصلا إلى حقيقتها في الإنسان خاصة، فكيف يعطى العقل والعلم حق التحكم في تفسير الأحداث الدينيّة التي تستند إلى أمور غيبيّة لا تزال محجوبة عنها؟
إن العلم والعقل لهما مكانتهما التي لا تجحد، وبهما تتقّدم الحياة نحو الكشف عن المجهول، وعلى المعتصمين بالعلم والعقل أن يسيروا معهما في حدود مبلغ أمرهما، دون أن يتجاوزوا بهما طبيعتهما في تفسير الأحداث!
[وجوب التسليم]
وإن الفيصل في قبول ما يروى من أحداث كونيّة، وأعاجيب خارقة لنواميس السنن العامة في الكون، مما جرى على أيدي أنبياء الله ورسله، هو صحة الرواية صحة لا تتعرض لطعن في النقل أو تجريح في السند، ثم بعد ذلك وجوب التسليم بما صح الإخبار به، وردّ إبداعه إلى الله تعالى، وعظيم قدرته، وبالغ حكمته!