للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القمر، إيقاعاً يهزّ القلب البشريّ هزًّا، وهو يتوقّع الساعة التي اقتربت، ويتأمّل الآية التي وقعت، ويتصوّر أحداث الساعة في ظل هذا الحدث الكونيّ الذي رآه المخاطبون بهذا الإيقاع المثير!

ومع اقتراب الموعد المرهوب، ووقوع الحادث الكونيّ المثير، وقيام الآيات التي يرونها في صور شتّى .. فإن تلك القلوب كانت تلج في العناد، وتصرّ على الضلال، ولا تتأثّر بالوعيد كما لا تتأثّر بإيقاع الآيات الكثيرة الكافية للعظة والكفّ عن التكذيب! (١)

نبع الماء من بين أصابع النبيّ - صلى الله عليه وسلم -:

ويطالعنا نبع الماء من بين أصابع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه الشيخان وغيرهما عن سالم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال:

قد رأيتني مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وقد حضرت العصر. وليس معنا ماءٌ غير فضلة، فجعل في إناء، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - به، فأدخل يده فيه، وفرّج أصابعه، ثم قال: "حيَّ على أهل الوضوء، البركة من الله" فلقد رأيت الماء يتفجّر من بين أصابعه، فتوضّأ الناس وشربوا، فجعلت لا آلو ما جعلت في بطني منه، فعلمت أنه بركة.

قلت لجابر: كم كنتم يومئذ؟ قال: ألف وأربعمائة! (٢)


(١) انظر: السابق ٣٤٢٨ وما بعدها.
(٢) البخاري: ٧٤ - الأشربة (٥٦٣٩)، ومسلم (١٨٥٦)، وابن حبان (٦٥٣٨)، والبيهقي: الدلائل: ٤: ١١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>