للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكل الخوارق التي ظهرت على أيدي الرسل عليهم صلوات الله وتسليماته، قبل أن تبلغ البشريّة الرشد والنضوج يوجد في الكون ما هو أكبر منها وأضخم، وإن كان لا يستثير الحسّ البدائي كما تستثيره تلك الخوارق!

والقمر في ذاته آية أكبر!

هذا الكوكب بحجمه، ووضعه، وشكله، وطبيعته، ومنازله، ودورته، وآثاره في حياة الأرض، وقيامه هكذا في الفضاء بغير عمد!

هذه هي الآية الكبرى القائمة الدائمة حيال الأبصار وحيال القلوب، توقع إيقاعها، وتلقي ظلالها، وتقوم أمام الحسّ شاهداً على القدرة المبدعة التي يصعب إنكارها إلا عناداً أو مراءً!

وقد جاء القرآن ليقف بالقلب البشريّ في مواجهة الكون كله، وما فيه من آيات الله القائمة الثابتة، ويصله بهذا الكون وآيات الله فيه في كل لحظة لا مرّة عارضة في زمان محدود، يشهدها جيل من الناس في مكان محدود!

والكون كله هو مجال النظر والتأمّل في آيات الله التي لا تنفد، ولا تذهب، ولا تغيب، وهو بجملته آية، وكل صغيرة فيه وكبيرة آية .. والقلب البشريّ مدعوّ في كل لحظة لمشاهدة الخوارق القائمة الدائمة، والاستماع إلى شهادتها الفاصلة الحاسمة .. وعجائب الإبدل الممتعة، التي يلتقي فيها الجمال بالكمال، والتي تستجيش انفعال الدهش والحيرة مع وجدان الإيمان والاقتناع الهادئ العميق!

ونبصر في مطلع السورة تلك الإشارة إلى اقتراب الساعة وانشقاق

<<  <  ج: ص:  >  >>