للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهنا نبصر في الإنسانيّة خلفاً صالحاً لسلف صالح، يحمل الراية، ويؤمن بالرسل، ويمثّل الوحدة الكبرى بين الرسالات والرسل جميعاً!

وتلك هي قاعدة التصوّر الإيماني التي تجعل من خير أمّة أخرجت للناس الأمّة الوارثة لتراث العقيدة الحقّة، الموصولة بهذا الأصل العريق، السائرة في طريق الحق، على هدى ونور .. وفي الوقت ذاته تقدّم هذه الحقيقة التي تبصرها في سلوك المسلمين وعقيدتهم، وفي معالم عرض الدعوة الإسلاميّة على الناس .. فتلك رسالتنا، وتلك مسؤوليتنا، وهذا ما ينبغي أن تدركه الأمّة المسلمة، لتعرف حقيقتها، وتعرف مكانتها، وأنها أخرجت لتكون لها القيادة!

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (البقرة: ١٤٣)!

وقد اختلفوا في حقيقة الإسراء والمعراج اختلافاً كثيراً، وكلمة (حقيقة) اقتبستها من قول السيوطي تحت عنوان (في حقيقته) (١) -أي الإسراء والمعراج- هل كانا في ليلة واحدة أم لا؟

وأيهما كان قبل الآخر؟ وهل كان في اليقظة أو المنام، أو بعضه في اليقظة وبعضه في المنام؟ وهل كان مرّة أو مرتين أو مرّات؟

[القول الأول]

وهو قول الجمهور من المفسّرين والمحدّثين والفقهاء والمتكلّمين: أنهما وقعا في ليلة واحدة في اليقظة!


(١) الآية الكبرى: ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>