ثم يريد الله، ألا يكون تحت يد المشركين أو غيرهم أحد من المسلمين يرسف في قيد الأسر، أو يرزح تحت نير الاستعباد، إلا افتديناه وفككنا إساره، ورددنا إليه حريّته!
وذلك هو سهم الرقاب!
وأخيراً، يريد الله لدولة الإسلام، أن تكون قويّة الشوكة، عزيزة الجانب، ولذلك افترض علينا في أموالنا ما نمهّد به أسباب قوّتها، وحماية حوزتها!
وذلك هو سبيل الله، أو هو على أبواب سبيل الله!
أرأيت؟ بعد أن وصّانا القرآن الحكيم بالبرّ والإحسان, كيف نظّم لنا طرائق البرّ والإحسان؟
وكيف جعل من هذه الفريضة الاجتماعيّة، بناءً لأمّة مثاليّة، ودولة مثالية؟
ذلكم هو حكم الله: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٥٠)} (المائدة)!
[أسلوب البذل]
حقًّا، ما أحكم نظرة القرآن الكريم إلى معنى البرّ والإحسان!
وما أعمق وما أرفق نظرة هذا القرآن إلى كرامة الإحسان المستحق للإحسان!
وليس الشأن كل الشأن عند الله، في أن ننتخب مادة العطاء ونحسن اختيارها!