وسلامه عليه وعلى إخوانه من الرسل والأنبياء أجمعين، كما جاء من حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
١ - من خصائص الأمة الإسلاميّة:
وعليه فالحديث النبوي بهذه الصورة هو السجل الخالد، الذي حفظ هذه الحياة المباركة، وهو من خصائص الأمّة الإسلاميّة، وهو الذي يعرّف المسلم بكل ما يتصل بنبيّه وحبيبه، من قول وفعل، وتقرير ووصف، في الحركات والسكنات، ويسعده بصحبته، وكأنه حضر مجلسه، واستمع لحديثه، وقضى معه أسعد مدة من الزمان، ليسمع كلامه، ويشاهد عمله، ويدرس سيرته!
وهو ميزان عادل لحركة هذه الأمّة، والحياة النابضة، والقوى المؤثرة، التي تبعث على الخير والفلاح، والرشد والصلاح!
[٢ - الحفظ في الصدور والكتابة في السطور]
ومن رحمة الرحمن الرحيم جلّ شأنه أن كانت هذه الأمة تملك قوة الذاكرة، وسرعة الحفظ والاستظهار، مما يسّر لها الجمع والاستحضار -كما أسلفنا-، حتى كانت القلوب واعية، والعقول حافظة، ولا غرو فهم قد بهرهم الوحي بقوة بيانه، وأخذ عليهم مشاعرهم بسطوة سلطانه، واستأثر بكريم مواهبهم في لفظه ومعناه، فكان الحفظ في الصدور، والتدوين في السطور، وكانت الصبغة التي شاء الله -عَزَّ وَجَلَّ- أن تكون، وقد تأسوا به في حياتهم، حين علموا أنه روح الحياة!
ومن ثم كانوا أهلاً لتحمل الرواية, وفقه الدراية، حتى فاقوا في ذلك كل الأمم!