للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنزلت: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (٧٧) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (٧٨)} (مريم)!

ويروي البخاري وغيره عن خبّاب قال: شَكوْنا إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متوسّد بُرْدةً في ظلّ الكعبة قلنا له: ألا تَسْتَنْصِرُ لنا؟ ألا تَدْعوا لنا؟ قال: وكان الرجل فيمن قبلكم، يُحفر له في الأرض، فيُجعلُ فيه، فيُجاءُ بالميشار فيُوضع على رأسه، فيُشقُّ باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويُمشَط بأمشاط الحديد، ما دون لحمه من عظمٍ أو عصب، وما يصدُّه ذلك عن دينه، والله! ليُتمَّنَّ الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إِلى حضْرموت، لا يخاف إِلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون" (١)!

[١٥ - المساومة والإغراء]

وانتقل المشركون إلى أسلوب المساومة والإغراء، وهو أسلوب خطير، فقد قال ابن إسحاق:

حدثني يزيد بن زياد بن محمَّد بن كعب القرظي قال: حدَّثت أن عتبة ابن ربيعة، وكان سيّداً، قال يوماً وهو جالس في نادي قريش، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس في المسجد وحده: يا معشر قريش، ألا أقوم إلى محمَّد فأكلمه


(١) البخاري: ٦١ المناقب (٣٦١٢)، وانظر (٣٨٥٢، ٦٩٤٣)، والحميدي (١٥٧)، وأحمد: ٥: ١٠٩، ١١١، ٦: ٣٩٥، وأبو داود (٢٦٤٩)، وأبو يعلى (٧٢١٣)، والطبراني: (٣٦٣٩، ٣٦٤٠، ٣٦٤٦، ٣٦٤٧)، وأبو نعيم: الحلية: ١: ١٤٤، والبيهقي: ٩: ٥، و"الدلائل": ٦: ٣١٥، والنسائي: الكبرى (٥٨٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>