الوثنيّات والإلحاد، والتفكير المادي الكفور، وعلى أساسها قامت الحضارات الماديّة بكل سوآتها وما يتصل بها!
[٧ - أعظم تراث إنساني]
وجاءت رسالة محمد خاتم النبيّين - صلى الله عليه وسلم - لتصحّح أغاليط التاريخ, وتنصف النبوّة والرسالات الإلهيّة وتردّ اعتبار الحقائق الكونيّة، فوضعت هذا التاريخ في مواجهة النبوّة وأحداثها، ووضعت الحياة كلها أمام الرسالات الإلهيّة وأعمالها، ووضعت الوثنيّات وفلسفاتها في مكانها من منازل الجحود!
فلم يستطع التاريخ بعد بعثة محمد خاتم النبيّين - صلى الله عليه وسلم - أن يلوي عنقه مشيحاً عن الحديث في النبوّة ومكانتها في دنيا الناس والأشياء .. ولم تستطع أن تُنْغض رأسها متجاهلة مكانة الذين شُرِّفوا بقلائد النبوّة من المصطَفين الأخَيار .. ولم تستطع -أيضاً- أن تُصَعِّر خدّها متغافلةً متعاميةً عن أشعة الحق في رسالات رسل الله الذين بعثهم إلى الحياة نوراً يبدّد ظلام القلوب والعقول والأرواح، ويهذب جموح الغرائز الإنسانيّة الضارية، ويشذّب أشجار الأفكار الشائكة بشبهات الجهالة، وأغلوطات الضلالة، في أدمغة أحلاس هوس الفلسفة، بما لا يعني شيئاً غير هوس التعالي، في ألغاز مريبة غامضة، وألفاظ مظلمة قاتمة، تسبح في محيط خيالي لا مرفأ له, تستقر فيه حقيقة من حقائق الحياة في واقعها الوجودي الذي جاءت به النبوّة والرسالات الإلهيّة، وعرفت الحياة للدّين معناه الشامل القويم الذي يعني المعاني والقيم والحقائق الإيجابية في منهج النبوّة والرسالات الإلهيّة .. وعرفت ألا تقابل بين الدّين والدّنيا، وإنما التقابل الحق بين حياتين: