للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيادتهم ما استقاموا على الطريقة، حتى إذا انحرفوا عنها وذكروا عنصريتهم وعصبيتهم، وتركوا راية الحق ليرفعوا راية العصبيّة نبذتهم الأرض وداستهم الأمم!

وما العرب بغير الإسلام؟!

ما الفكرة التي قدموها للبشريّة أو يملكون تقديمها، إذا هم تخلوا عن هذه العقيدة؟!

وما قيمة أمة لا تقدم للبشريّة هذه العقيدة؟!

إن كل أمة قادت البشريّة في فترة من فترات التاريخ كانت تمثل فكرة .. والأمم التي لم تكن تمثل فكرة كالتتار الذين اجتاحوا الشرق، والبرابرة الذين اجتاحوا الدولة الرومانيّة لم يستطيعوا الحياة طويلاً، إنما ذابوا في الأمم التي فتحوها، والفكرة الوحيدة التي تقدم بها العرب للبشريّة كانت هي العقيدة الإِسلاميّة .. العقيدة التي رفعتهم إلى مكان القيادة والريادة، فإذا تخلوا عنها لم تعد لهم في الأرض وظيفة، ولم يعد لهم في التاريخ دور، وهذا ما يجب أن يذكره العرب جيداً، إذا هم أرادوا الحياة، وأرادوا القوة، وأرادوا القيادة والريادة، والله الهادي من الضلال!

[٦ - مكانة العقل]

وسادس ما يطالعنا: أن (العقل) هو المرشد للإنسان (١)، يهديه إلى سواء الطريق، وينير له ظلمات الوجود، ويفتح له مغاليق الكون، ويسدده في مسيره ضارباً في بيداء الزمن، حتى يقضي ما قدِّر له من بقاء!


(١) محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ١: ٢٩ وما بعدها بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>