متقارب الأطراف، وبعضها عميق غائص بعيد القرار، وبعضها ضحل قريب المستقر، ولكنها تنتهي كلها إلى مصب واحد، يرمي بزبدها وغثائها جفاء، ويمسك منها خصائل الحق، فيمزج بينها حتى يجعلها حقيقة واحدة، هي لباب الهداية، وروح الرسالة في قيادة الحياة!
وإذا كان التراث الإسلامي الذي اتخذ من خصائص رسالة محمد خاتم النبيّين - صلى الله عليه وسلم - محوره الذي دار حوله بهذه المثابة من الضخامة والعظمة، فالذين يكتبون اليوم وغداً عن هذه الرسالة، وخصائصها وسيرة صاحبها خاتم النبيّين - صلى الله عليه وسلم - ماذا يكتبون؟
أتراهم يجترّون ما يجتنون من ثمار أولئك الكاتبين من القدامى والمحْدثين؟
أم أنهم سيجدون لأقلامهم مراتع جديدة لم تنسرب إلى مروجها أقلام من تقدمهم؟
وحينئذ يكتبون في خصائص رسالة محمد خاتم النبيّين - صلى الله عليه وسلم - وحقائقها، وفنون هدايتها، ويكتبون في خصائص الرسالة التي أعدّه الله بها جبلة وكسباً لحمل عبء هذه الرسالة الشاملة الخالدة .. ويكتبون في كشف الكثير مما توارى عن أعين الأقلام الباحثة في هذه الخصائص وراء سحب الإمكان الزمني، واقتدار العقول تحت تأثير البيئات والمجتمعات التي كان لها أثر في إبراز ما ظهر من تلك الخصائص!
[١٠ - شمس الوجود الروحي]
أليست هذه الشمس التي تشرق على الحياة كل يوم بهيئتها وصورتها المتكرّرة، ويرى الناس منها أول ما يرون ضوءها الذي يكشف أسجاف الظلام،