تبدو للضمير صورتهم في ضآلتهم وضآلة أوليائهم من دون الله!
ولابد أن تستقرّ هذه الحقيقة في ضمائر المؤمنين لتهدأ وتطمئن من هذا الجانب في جميع الأحوال!
ومن ثم يسير المؤمنون في طريقهم، مطمئنين إلى أنه الطريق الموصول بوحي الله، وأن ليس عليهم من ضير في انحراف المنحرفين عن الطريق، كائناً ما يكون هذا الانحراف!
و {أُمَّ الْقُرَى} مكّة المكرمة، بيت الله العتيق فيها .. والتي سبق أن ذكرنا أنها عبر التاريخ مكان الأمن والسلام!
وحين ننظر اليوم من وراء الحوادث واستقرائها، ومن وراء الظروف ومقتضياتها .. وبعدما سارت الدعوة في الطريق الذي سارت فيه!
حين ننظر اليوم هذه النظرة ندرك طرفاً من حكمة الله تعالى في اختيار {أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} في ذلك الوقت من الزمان، لتكون مقرّ الرسالة الخاتمة الأخيرة، التي جاءت للبشريّة كلها .. والتي تتصح عالميّتها منذ أيامها الأولى!