ويقال: كانت معلّقةَ في سقف البيت، ولم تترك اسماً لله عَزَّ وَجَلَّ فيها إلا لحسته،، وبقي ما كان فيها من شرك أو ظلم، أو قطيعة رحم!
وفي رواية لابن سيد الناس عن ابن هشام قال:(١) وذكر بعض أهل العلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي طالب:"يا عم، إِن ربِّي قد سلّط الأرَضَةَ على صحيفة قريش، فلم تدع فيها اسماً لله إِلا أثبتته، ونفت منها القطيعة، والظلم، والبهتان".
قال: أربّك أخبرك بهذا؟ قال:"نعم" قال: فوالله! ما يدخل عليك أحد، ثم خرج إِلى قريش فقال: يا معشر قريش؛ إِن ابن أخي أخبرني، وساق الخبر. بمعنى ما ذكرناه!
[سعي أبي طالب]
قال أبو طالب: لا والثواقب ما كذبني، فانطلق يمشي بعصابة من بني عبد المطّلب، حتى أتى المسجد، وهو حافل من قريش، فلمَّا رأرهم عامدين إليهم أنكروا ذلك، وظنّوا أنهم خرجوا من شدة البلاء، فأتَوْهُم ليعطوهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتكلّم أبو طالب، فقال: قد حدثت أمور بينكم لم تُذكر لكم، فأتوا بصحيفتكم التي تعاهدتم عليها، فلعلّه أن يكون بيننا وبينكم صلح -وإنما قال ذلك خشية أن ينظروا في الصحيفة، قبل أن يأتوا بها- فأتوا بالصحيفة معجبين بهلالا يشكون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مدفوع إِليهم، فوضعوها بينهم، وقالوا: قد آن لكم أن تقبلوا وترجعوا إلى أمر يجمع
(١) عيون الأثر: ١: ١٢٨، ويلاحظ الاختلاف في بعض الألفاظ، نقلناه بنصه! كما يلاحظ أن النقل هنا قد اكتفينا فيه بالإشارة إلى المصدر ومن أراد المزيد فليرجع إلى المصادر لمعرفة درجة تلك النصوص والمقارنة بينها.