للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مداركه وإحساساته ومشاعره تصور أعباء القيام بحق ما اختير له رسولاً .. خشي ألا يقوى على القيام بحق تبليغ رسالته، وخشي أن يشغله ما سيقع بينه وبين الناس حين يدعوهم إلى الله، وإلى هديه -وهم على ما هم عليه من ضلالة ضالة- عن مطالعات تجليات شهود جلال الله، والاستغراق في كماله العلي، بعد ما تذوّق بروحانيته الخاصة الوليدة في جو المفاجآت، بميلاد رسالته حلاوة هذا الشهود .. كل أولئك يرجح القول السادس، ويليه الثامن، ثم السابع!

[٣٩ - وهم للزرقاني]

وجاء في شرح الزرقاني ذكر القول في بيان المراد بالخشية (١):

ثالثها: خشي الموت من شدة الرعب!

رابعها: تعييرهم إياه!

قال: قال الحافظ: وهذان أولى الأقوال بالصواب، وأسلمها من الارتياب!

قلت: وهذا خلاف ما صرح به الحافظ ابن حجر -كما سبق- وقد نقلنا قوله!

التاسع: وأما عن القول التاسع، وهو أن يقتله قومه إذا بلغهم رسالة ربه، وإن كان عالماً بأن ما جاء به من ربه -فلا غرو- وإن كان سيد أهل اليقين؛ لأن ذلك مما يرجع للطبع -كما جاء في شرح الزرقاني- فإنه بشر يخشى من القتل والأذية كما يخشى البشر، ثم يهون عليه الصبر في ذات الله كل خشية، ويجلب إلى قلبه كل شجاعة وقوة، قاله في الروض (٢)!


(١) شرح الزرقاني: ١: ٢١٧، وانظر: إكمال إكمال المعلم: ١: ٢٨٤ - ٢٨٥.
(٢) شرح الزرقاني: ١: ٢١٧، والروض الأنف: ١: ٢٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>