وكان الإغريق يقولون بالإله المثلث الأقانيم، وإذا شرع كهنتهم في تقديم الذبائح يرشون المذبح بالماء المقدس ثلاث مرات، ويأخذون البخور من المبخرة بثلاث أصبع، ويرشون المجتمعين حول المذبح بالماء المقدس ثلاث مرات، إشارة إلى التثليث، وهذه الشعائر هي التي أخذتها الكنيسة بما وراءها من العقائد الوثنية، وضمتها للنصرانية تضاهئ بها قول الذين كفروا من قبل!
ومراجعة عقائد الوثنيين القدامى -التي لم تكن معروفة وقت نزول القرآن- مع هذا النص القرآني:{يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ}!
كما أنها تثبت أن أهل الكتاب لا يدينون دين الحق، ولا يؤمنون بالله الإيمان الصحيح تبين كذلك جانباً من جوانب الإعجاز في القرآن الكريم، بالدلالة على مصدره، وأنه من لدن عليم خبير!
وبعد هذا التقرير والبيان تختم الآية المبينة لحقيقة ما عليه أهل الكتاب من الكفر والشرك بقول الله تعالى: {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (٣٠)}!
قاتلهم الله!
كيف يصرفون عن الحق الواضح البسيط، إلى هذه الوثنية المعقدة الغامضة التي لا تستقيم لدي عقل أو ضمير؟!
[٨ - الجزيرة العربية]
أما العرب فساءت أخلاقهم، وأولعوا بالخمر والقمار (١)، وبلغت بهم القساوة والحمية المزعومة إلى أن وأد بعضهم البنات، وشاعت فيهم الغارة وقطع الطريق على القوافل، وسقطت منزلة المرأة، فكانت تورث كما يورث