ولقد كان المفسرون يقولون عن هذه الآية: إن المقصود بها أن قولتهم بنبوة أحد لله، تماثل قول المشركين العرب بنبوة الملائكة لله، وهذا صحيح، ولكن دلالة هذا النص القرآني أبعد مدى، ولم يتضح هذا المدى البعيد إلا حديثاً، بعد دراسة عقائد الوثنيين في الهند، ومصر القديمة، والإغريق. . مما اتضح مع أصل العقائد المحرفة عند أهل الكتاب -وبخاصة النصارى- وتسربها من هذه الوثنيات إلى تعاليم (بولس) أولاً، ثم إلى تعليم المجامع أخيراً!
إن الثالوث المصري المؤلف من (أوزوريس)، و (إيزيس)، و (حورس) هو قاعدة الوثنية الفرعونية، و (أوزوريس) يمثل الأب، و (حورس) يمثل الابن في هذا الثالوث!
وفي علم اللاهوت الإسكندري الذي كان يدرس قبل المسيح بسنوات كثيرة (الكلمة هي الإله الثاني) ويدعى أيضاً (ابن الله البكر)!
والهنود كانوا يقولون بثلاثة أقانيم، أو ثلاث حالات يتجلى فيها الإله (برهما) في حالة الخلق والتكوين، و (فشنو) في حالة الحفظ والقوامة، و (سيفا) في حالة الإهلاك والإبادة .. وفي هذه العقيدة، أن (فشنو) هو (الابن) المنبثق والمتحول عن اللاهوتية في (برهما)!
وكان الأشوريّون يؤمنون بالكلمة، ويسمونها (مردوخ) ويعتقدون أن مردوخ هذا هو ابن الله البكر!