للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ثم وجدنا (على هامش السيرة) قد مهّد إلى استلهام السيرة النبويّة في الأدبي العربي الحديث شعرًا ونثرًا، وفي الحضارة الجديدة المسموعة والمرئيّة في (التليفزيون)، فيما أعدته (أمينة الصاوي)، حتى قال الدكتور (طه حسين) في رسالته إليها سنة ١٩٤٣ م:

(وأول ما أسجله لك أنك تحسنين الحوار، على نحو الأستاذ (توفيق الحكيم)، وأنك بالغة شأواً عظيماً، وأني أنصحك بدراسة فن التمثيل) (١)!

والأستاذ (العقاد) قد بدأ عمله بمنطق غربي محض، هو فكرة (العبقريّة) التي تناولتها كتابات الغربيّين شوطاً طويلاً عن نوع من الامتياز أو الذكاء، في مجالات (الفن)، و (الموسيقى)، و (الشعر)، و (القصة) في الغرب، وفيما يتعلّق بالسيرة النبوّية، وما كتب عن الصحابة رضي الله عنهم، دون تفرقة واضحة بين النبيّ والصحابي!!

مع أن له مواقف طيبة في مواجهة الغربيين الذين يكتبون عن (الدّين القيّم) (٢)!

[٦ - الإيمان بالغيب]

وإذا كانت هذه المدرسة الجديدة في كتابة السيرة قد استبدلت بقواعد التحديث رواية ودراية منهجاً يتفق وما استهدف من الإعراض عن كل ما يدخل في نطاق الغيبيّات، فإن هذا يتعارض مع السمة الأولى من سمات المتقين: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٣) وَالَّذِينَ


(١) انظر: التفسير الإعلامي للسيرة النبويّة: ٤٤٠ دار الجيل، بيروت، ط. أولى ١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م.
(٢) انظر كتابه: ما يقال عن الإسلام: ١ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>