للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: نزلت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُخْتَفٍ بمكة، كان إِذا صلّى رفع صوته بالقرآن، فإِذا سمع المشركون سَبُّوا القرآن، ومن أنزله، ومن جاء به، فقال الله تعالى لنبيّه - صلى الله عليه وسلم - لي: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ}!

أي بقراءتك، فيسمع المشركون، فيسُبُّوا القرآن: {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}! عن أصحابك، فلا تسمعهم: {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} (الإسراء)!

وإن هي إلا سخافات الجاهليّة وأوهام الوثنيّة .. ومن ثم كان الأمر للرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يتوسّط في صلاته بين الجهر والخفوت، لما كانوا يقابلون به صلاته من استهزاء وإيذاء، أو من نفور وابتعاد، ولعل الأمر كذلك؛ لأن التوسّط بين الجهر والخفاء أليق بالوقوف أمام الله!

وفي رواية عن عائشة رضي الله عنها قالت: أنزل ذلك في الدعاء (١)!

قال ابن حجر (٢): هكذا أطلقت عائشة، وهو أعم من أن يكون داخل داخل الصلاة أو خارجها!

وقال: يحتمل الجمع بينهما، بأنها نزلت في الدعاء داخل الصلاة، وقد روى ابن مردويه من حديث أبي هريرة: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِذا صلّى عند البيت رفع صوته بالدعاء، فنزلت!

وجاء عن أهل التفسير في ذلك أقوال أخر!


(١) البخاري: ٦٥ التفسير (٤٧٢٣)، وانظر (٦٣٢٧، ٧٥٢٦).
(٢) فتح الباري: ٨: ٤٠٥، ٤٠٦ بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>