للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصدق والإيمان، والحبّ والحنان، والبطولة والشهادة، ويصلي ويسلّم على الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ويتعرّف معالم الطريق إلى الله عزّ وجل!

ويعود المسلم بذاكرته إلى مكّة، حين يقرأ ما رواه مسلم وغيره عن جابر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يحلّ لأحدكم أن يحمل بمكّة السلاح" (١).

وفي رواية قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إِن إِبراهم حرّم مكّة، وإِنِّي حرّمت المدينة، ما بين لابَتَيها, لا يُقطع عضاهها, ولا يُصاد صيدها" (٢).

ويقرأ ما رواه الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنّة، ومنبري على حوضي" (٣).

وتسيطر علينا روحانيّة عالية، يعجز القلم عن تصويرها .. وتهبّ نفحات حرمة الزمان والمكان. ونتعرّف معالم الطريق إلى الأمن والسلام، في عالم أحوج ما تكون الإنسانيّة فيه إلى معرفة معالم هذا (الدّين القيم)، ليبصر العالم طريق الهداية إلى السلام الذي يسكبه هذا الدّين في الحياة كلها!


(١) مسلم: ١٥ - الحج (١٣٥٦)، والبيهقي: ٥: ١٥٥، والبغوي (٢٠٠٥)، وابن حبان (٣٧١٤).
(٢) مسلم (١٣٦٢).
(٣) البخاري: ٢٩ - فضائل المدينة (١٨٨٨)، وانظر (٦٥٨٨، ٧٣٣٥)، ومسلم (١٣٩١)، ومالك: ١: ١٩٧، وأحمد: ٢: ٢٣٦، ٤٠١، ٤٣٨، وعبد الرزاق (٥٢٤٣)، وابن سعد: ١: ٢٥٣، وابن أبي شيبة: ١١: ٤٣٩، والبيهقي: ٥: ٢٤٦، وابن عبد البر: التمهيد: ٢: ٥٢٨٦، والطحاوي: شرح المشكل (٢٨٧٨)، والطبراني: الصغير (١١١٠)، وأبو نعيم: أخبار أصبهان: ٢: ٢٧٦، ٣٣٢، والترمذي (٣٩١٦)، وابن حبان (٣٧٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>