للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على السائل، فاقتصر على ما يخفى عليه، أو كان ظهور ذلك له - صلى الله عليه وسلم - في المنام أيضاً على الوجهين المذكورين لا غير، قاله الكرماني، وفيه نظر!

وقد ذكر الحليمي أن الوحي كان يأتيه على ستة وأربعين نوعاً -فذكرها - وغالبها من صفات حامل الوحي، ومجموعها يدخل فيما ذُكر!

وقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يعالج من التنزيل شدة، كما روى الشيخان وغيرهما عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}! قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعالج من التنزيل شدة، وكان مما يحرك شفتيه، فقال ابن عباس: فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحركهما، وقال سعيد: أنا أحركهما كما رأيت ابن عباس يحركهما -فحرك شفتيه- فأنزل الله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧)} (القيامة)! قال: جمعه لك في صدرك، وتقرؤه: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨)} (القيامة)! قال فاستمع له وأنصت: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (١٩)} (القيامة)! فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قرأه (١)!


(١) البخاري: ١ - بدء الوحي (٥) واللفظ له، وأيضاً: ٦٥ - التفسير (٤٩٢٧، ٤٩٢٨، ٤٩٢٩)، و ٦٦ - فضائل القرآن (٥٠٤٤)، و ٩٧ - التوحيد (٧٥٢٤)، ومسلم (٤٤٨)، والنسائي: ٢: ١٤٩، وأحمد: ١: ٣٤٣، والبيهقي: الأسماء والصفات: ١٩٨، والطيالسي (٢٦٢٨)، وابن حبان: الإحسان (٣٩)، وابن سعد: ١: ١٩٨، والحميدي (٢٥٧)، والترمذي (٣٣٢٩)، والطبراني (١٢٢٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>