للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (٦١) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٦٢) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (٦٣) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٦٤)} (آل عمران)!

ونبصر حسم التعقيب في حقيقة عيسى -عليه السلام- وفي طبيعة الخلق والإرادة التي تنشئ كل شيء .. ولكن أيّة غرابة فيها حين تقاس إلى خلق آدم أبي البشر .. وتتجلّى حقيقة الخلق كله، وتدخل إلى النفس في يسر وفي وضوح ... وتلك هي طريقة {الذِّكرِ الْحَكِيمِ} في مخاطبة الفطرة بالمنطق الفطري الواقعي في أعقد القضايا، وهي اليسر الميسور!

وما كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - ممترياً ولا شاكاً فيما يتلوه عليه ربّه في لحظة من لحظات حياته، وإنما هو التثبيت على الحق، ندرك عنه مدى ما كان يبلغه كيد أعداء الجماعة المسلمة في بعض أفرادها في ذلك الحين، كما ندرك ما تتعرض له الأمّة المسلمة في كل جيل من هذا الكيد، وضرورة تثبيتها على الحق الذي معها في وجه الكائدين والخادعين، ولهم في كل جيل أسلوب من أساليب الكيد جديد .. !

ونبصر الحقائق التي تقرّرها الآيات واضحة الدلالة!

ونبصر معجزات عيسى -عليه السلام- تتعلّق بإنشاء الحياة أو ردّها، أو ردّ العافية وهي فرع عن الحياة، ورؤية غيب بعيد عن مدى الرؤية .. وهي

<<  <  ج: ص:  >  >>