للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسراء، وقال: إنما كان ذلك، وهو صغير في بني سعد، ولا إنكار في ذلك، فقد تواترت الروايات به، وثبت شقّ الصدر أيضًا عند البعثة، كما أخرجه أبو نعيم في (الدلائل) ولكل منهما حكمة!

فالأول: وقع فيه من الزيادة، كما عند مسلم من حديث أنس -كما سبق- "فاستخرج منه علقة (١) فقال: هذا حظ الشيطان منك"! (٢)

وكان هذا في زمن الطفوليّة، فنشأ على أكمل الأحوال من العصمة من الشيطان!

ثم وقع شقّ الصدر عند البعث، زيادةً في إكرامه، ليتلقّى ما يوحى إليه بقلب قويّ في أكمل الأحوال من التطهير!

ثم وقع شقّ الصدر عند إرادة العروج إلى السماء، ليتأهّب للمناجاة، ويحتمل أن تكون الحكمة في هذا الغسل لتقع المبالغة في الإسباغ بحصول المرّة الثالثة، كما تقرّر في شرعه - صلى الله عليه وسلم -!

ويحتمل أن تكون الحكمة في انفراج سقف بيته الإشارة إلى ما سيقع من شقّ صدره، وأنه سيلتئم بغير معالجة يتضرّر بها!

وجميع ما ورد من شقّ الصدر، واستخراج القلب، وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة، مما يجب التسليم له، دون التعرّض لصرفه عن حقيقته، لصلاحية القدرة، فلا يستحيل شيء من ذلك!


(١) العلقة: الدم الغليظ، المصباح، والمعجم الوسيط (علق).
(٢) مسلم: ١ - الإيمان (١٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>