للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اختبار عملي لمدى الصراع بين الحق والباطل في النفوس، ومدى التحمّل للصعاب المرتقبة، والشدائد المنتظرة! ولم تكن الحبشة في عصورها التاريخيّة منطقة انطلاق، بقدر ما هي منطقة إيواء .. ولم تستطع أن تسيطر حتى على السهول الساحليّة التي تقع إلى شرقها أو تتوسَّع في الغرب والشمال الغربي .. أمّا الجنوب فلم يكن هناك ما يدفع الأحباش إلى التوسّع فيه، لوجود نطاق جافّ نسبيًّا، تليه منطقة هضبة شرق أفريقيا المرتفعة .. ولو جاز لنا أن نتخيّل الهجرة إلى الحبشة هجرة استقرار لنشر الإِسلام، واتّخاذها منطلقاً جديداً لدعوة الإِسلام، لتسابقت إلى الذهن عدة أسئلة:

- من يحفظ القرآن العربيّ؟!

- وما عدد هؤلاء الحفظة؟!

- وإلى أيّ مدى سيسمح لهذا الدّين أن ينتشر؟!

- وما موقف الرومان من الحبش حين يعلمون أن فيها ديناً عالميّ الانتشار آوى إليها؟!

- وهل تصلح الحبشة لتكون منطلقاً جديداً، وهي مناطق مزّقتها الأنهار إلى بيئات منعزلة؟!

- أليس من الأقرب إلى الذهن أن يتابع الإِسلام نموّه في مهده الأوّل، الذي اختاره الله له .. ومن ثمَّ يخرج دعاة الإِسلام من هذه البيئة المختارة، ليدخلوا أفريقيا وغيرها من أوسع الأبواب وأقواها؟!

<<  <  ج: ص:  >  >>