للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو الذي يقول: ونافرَ (١) رجلاً من بني سُلَيْم، ثم أحد بني زِعب بن مالك مائة ناقة، إِلى كاهنة من كهّان العرب، فقضت له، فانصرف عنها هو والسُّلميّ، ليس معهما غيرها، فلمَّا فرقت بينهما الطريق، قال: ما لي يا أخا بني سُلِيم، قال: أبعث إِليك به، قال: فمن لي بذلك إِذا فتَّني به؟ قال: أنا، قال: كلاّ، والذي نفس سويد بيده، لا تفارقني حتى أوتَى بمالي، فاتخذا، فضرب به الأرض، ثم أوثقه رباطاً ثم انطلق به إِلى دار بني عمرو بن عوف، فلم يزل عنده، حتى بعثت إِليه سُليم بالذي قال، فقال له في ذلك:

لا تحسبَنِّي يا بن زعب بن مالك ... كمن كنت تِرْدى بالغُيوبِ وتَخْتِل (٢)

تحوَّلتَ قِرْناً إِذ صُرِعتَ بِعزَّةٍ ... كذلك إِن الحازم المتحوِّل

ضربْتُ به إِبطَ الشمال فلم يزل ... على كل حَالٍ خدُّه هو أسفل

في أشعار كثيرة كان يقولها: فتصدّى له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين سمع به، فدعاه إِلى الله وإِلى الإِسلام.

فقال: له سويد: (فلعلَّ الذي معك مثل الذي معي) فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وما الذي معك؟ " قال: مجلة لقمان -يعني حكمة لقمان- فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اعْرِضْها عليّ" فَعرَضَها عليه، فقال له: "إِن هذا الكلام


(١) أي حاكم.
(٢) أي تخدع.

<<  <  ج: ص:  >  >>