فَرُفِع لي البيت العمور، فسألت جبريل، فقال: هذا البيت المعمور، يصلّي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، إِذا خرجوا لم يعودوا إِليه آخر ما عليهم!
ورُفعَت لي سدرة المنتهى، فإِذا نبقها كأنه قلال هجر، وورقها كأنه آذان الفيلة، في أصلها أربعة أنهار: نهران باطنان، ونهران ظاهران، فسألت جبريل، فقال: أما الباطنان ففي الجنّة، وأمّا الظاهران النيل والفرات!
ثم فُرضتْ عليّ خمسون صلاة، فأقبلت حتى جئت موسى، فقال: ما صنعت؟ قلت: فُرضتْ عليَّ خمسون صلاة، قال: أنا أعلم بالناس منك، عالجت بني إِسرائيل أشدّ المعالجة، وإِن أمّتك لا تُطيق، فارجع إِلى ربّك فَسَلْه، فجعلها أربعين، ثم مثله، ثم ثلاثين، ثم مثله، فجعل عشرين، ثم مثله، فجعل عشراً.
فأتيت موسى، فقال: مثله، فجعلها خمساً، فأتيتُ موسى، فقال: ما صنعت؟ قلت: جعلها خمساً، فقال مثله، قلت: فسلّمت، فنُودي: إِنّي قد أمضيت فريضتي، وخفّفت عن عبادي، وأجزي الحسنة عشراً". (١)