للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبموسى على ما وقع له من معالجة قومه!

وبإبراهيم في استناده إلى البيت المعمور بما ختم له - صلى الله عليه وسلم - في آخر حياته من إقامة مناسك الحج، وتعظيم البيت!

قال ابن حجر: وهذه مناسبات لطيفة، أبداها السهيلي، فأوردتها منقحة ملخصة. (١)

وقال ابن أبي جمرة: الحكمة في كون آدم في السماء الدّنيا؛ لأنه أوّل الأنبياء، وأوّل الآباء، وهو أصل، فكان أوّلاً في الأولى، ولأجل تأنيس النبوّة بالأبوّة!

وعيسى في الثانية؛ لأنه أقرب الأنبياء عهداً من محمَّد!

ويليه يوسف؛ لأن أمّة محمَّد تدخل الجنة على صورته!

وإدريس في الرابعة، لقوله تعالى: {وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيَّا (٥٧)} (مري)!

والرابعة من السبع وسط معتدل!

وهارون لقربه من أخيه موسى!

وموسى أرفع منه لفضل كلام الله!

وإبراهيم؛ لأنه الأب الأخير، فناسب أن يتجدّد للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - بلقيه أُنساً، لتوجّهه بعده إلى عالم آخر، وأيضاً فمنزلة الخليل تقتضي أن تكون أرفع المنازل، ومنزلة الحبيب أرفع منزلته، فلذلك ارتفع النبي - صلى الله عليه وسلم - عن منزلة إبراهيم إلى قاب قوسين أو أدنى!


(١) انظر: الروض الأنف: ٢: ١٥٧ - ١٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>