للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فلقيه موسى - صلى الله عليه وسلم - فرحّب به، وقال: مرحباً بالنبيّ الأمّي، فقال: "وهو رجل آدمٌ طويلٌ، سَبطٌ شعرُه مع أُذُنَيه أو فوقهما" فقال: "مَنْ هذا يا جبريل؟ " قال: هذا موسى عليه السلام!

قال: فمضى فلقيه عيسى، فرحّب به، وقال: "مَنْ هذا يا جبريل؟ " قال: "هذا عيسى" قال: فمضى فلقيه شيخٌ جليلٌ مهيبٌ، فرحّب به، وسلّم عليه، وكلهم يُسَلِّم عليه، قال: "مَن هذا يا جبريل؟ " قال: هذا أبوك إِبراهيم!

قال: فنظر في النار، فإِذا قوم يأكلون الجِيَف، قال: "مَنْ هؤلاء يا جبريل؟ " قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس" (١)، ورأى رَجُلاً أحمر أزرق جعداً (٢) شَقِيًّا إِذا رأيته قال: "منْ هذا يا جبريل؟ " قال: هذا عاقر الناقة!

قال: فلمّا دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - المسجد الأقصى قام يُصلِّي، ثم التفت فإِذا النبيّون أجمعون يُصلّون معه، فلما انصرف جيء بِقَدَحَينِ، أحدهما عن اليمين، والآخر عن الشمال، في أحدهما لَبَن، وفي الآخر عَسَلٌ، فأخذ اللبن فشرب منه، فقال الذي كان معه القدح: أصبْتَ الفطرة! (٣)

وجاء ذلك صريحاً في رواية مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً -كما سيأتي:


(١) أي الذين يغتابون الناس، قال تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} (الحجرات: ١٢)!
(٢) الظاهر: أزرق العينين (جعداً) قال في النهاية: الجعد في صفات الرجال يكون مدحاً وذماً، والمراد: الثاني.
(٣) السابق: ٢٥٤ - ٢٥٥، وانظر: أحمد (٢٣٢٤) تحقيق أحمد شاكر، وأورده ابن كثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>