الأرض، ثم يسيران فيها، ثم يخرجان منها، وهذا لا يمنعه العقل، وقد شهد به ظاهر الحديث فليعتمد!
وأما قول عياض:
إن الحديث يدلّ على أن أصل سدرة المنتهى في الأرض، لكونه قال: إن النّيل والفرات يخرجان من أصلها، وهما بالشاهدة يخرجان من الأرض، فيلزم منه أن يكون أصل السدرة في الأرض، وهو متعقّب، فإن المراد بكونهما يخرجان من أصلها غير خروجهما بالنبع من الأرض، والحاصل أن أصلها من الجنّة، وهما يخرجان أوّلاً من أصلها، ثم يسيران إلى أن يستقرّا في الأرض، ثم ينبعان، واستدلّ به على فضيلة ماء النّيل والفرات، لكون منبعهما من الجنّة، وكذا سيحان وجيحان!
قال القرطبي:
لعلّ ترك ذكرهما في حديث الإسراء، لكونهما ليسا أصلاً برأسهما، وإنما يحتمل أن يتفرّعا عن النّيل والفرات، قال: وقيل إنما أطلق على هذه الأنهار أنها من الجنّة تشبيهاً لها بأنهار الجنّة، لما فيها من العذوبة والحسن والبركة، والأول أولى، والله أعلم!