قال: وقد روي هذا الحديث عن أنس من غير طريق شريك، فلم يذكر هذه الألفاظ الشنيعة، وذلك مما يقوّي الظنّ أنها صادرة من جهة شريك!
قال ابن حجر: وما نفاه من أن أنسًا لم يسند هذه القصة إلى النبي لا تأثير له، فأدنى أمره فيها أن يكون مرسل صحابي، فإمّا أن يكون تلقّاها عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو عن صحابي تلقاها عنه، ومثل ما اشتملت عليه لا يقال بالرأي، فيكون لها حكم الرفع، ولو كان لما ذكره تأثير لم يحمل حديث أحد روى مثل ذلك على الرفع أصلًا، وهو خلاف عمل المحدّثين قاطبةً، فالتعليل بذلك مردود ..
قال: وقد أخرج الأموي في مغازيه من طريق البيهقي، عن محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن ابن عباس في قوله تعالى:
{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣)}! [النجم]
قال: دنا منه ربه، وهذا سند حسن، وهو شاهد قويّ لرواية شريك!
وقال: وأمّا ما جزم به من مخالفة السلف والخلف لرواية شريك عن أنس في التدلّي ففيه نظر، فقد ذكرت من وافقه، وقد نقل القرطبي عن ابن عباس أنه قال:(دنا الله سبحانه وتعالى)! (١)
ثم قال وقد أزال العلماء إشكاله، فقال القاضي عياض: إضافة