للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من ذا الذي يسترزقني أرزقه؟ من ذا الذي يستغفرني أغفر له؟ حتى ينفجر الصبح".

وفي رواية:

"ينزل الله عزّ وجلّ حين يبقى ثلث الليل الآخر".

قال الترمذي: وقد رُوي هذا الحديث من أوجه كثيرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-!

وقال: وفي الباب عن عليّ بن أبي طالب، وأبي سعيد، ورفاعة الجهني، وجبير بن مطعم، وابن مسعود، وأبي الدرداء، وعثمان بن أبي العاص!

والأحاديث في هذا كثيرة، وعليه فإذا كان كل حديث متشابه يردّ فإن تلك الأحاديث تردّه، وهذا أمر مردود!

وقد نقل القرطبي عن ابن عباس أنه قال: (دنا الله سبحانه وتعالى) قال: والمعنى دنا أمره وحكمه، وأصل التدلّي النزول إلى الشيء، حتى يقرب منه، قال: وقيل تدلّى الرفرف لمحمد - صلى الله عليه وسلم - حتى جلس عليه، ثم دنا من ربّه، وقيل: الدنوّ مجاز عن القرب المعنوي، لإظهار عظيم منزلته عند ربّه تعالى، والتدلّي: طلب زيادة القرب، وقاب قوسين بالنسبة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- عبارة عن لطف المحل، وإيضاح المعرفة، وبالنسبة إلى الله إجابة سؤاله، ورفع درجته! (١)


(١) فتح الباري: ١٣: ٤٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>